ليس المهم من هو الى من ينتمي ومن أي منطقة أتى .... ليس المهم أيضا ما سبب بؤسه ...ولماذا وصل الى هذه المرحلة من اليأس... القصة أنه في القرن الواحد والعشرين لا نزال نرى في شوارعنا أشخاصا تحولت زوايا الطرقات مأوى لهم، إنها قصة تشرد تتكرر وفي أكثر من منطقة في ظل غياب تام للدولة وأجهزتها المعنية.
في شارع الجميزات أرقى شوارع طرابلس وأعرقها، يفترش الارض شيخ من آل الحجار طاعن في السن.
على هذا الرصيف بالقرب من مدخل احدى المدارس الرسمية ينام... غطاؤه بطانية بالية رقيقة وفراشه وسادة متسخة يتراكم عليها التراب...
كان غارقا في نومه عندما حاولت كاميرا الم تي في الاقتراب منه، لكنه وكما يشهد لعزة نفسه ابناء المنطقة رفض الحديث للكاميرا.
وليس بعيدا من رصيف التشرد، وعند تقاطع الميتين تعيش امرأة في كوخ بنته من اكياس النيلون واغصان الاشجار. وراء باب مصنوع من" اكياس الخيش" كانت تجلس على سرير من علب الكرتون لكنها كما رفيقها في التشرد رفضت التحدث أمام الكاميرا عاكسة ما في قلبها من مرارة وألم.
قصتان تختصران معاناة كثيرين مثلهم فقدوا الثقة والامل بكل شيء وبأي كان... فباتت المأساة بالنسبة اليهم أفضل من استجداء مساعدة ليسوا مستعدين لان يدفعوا ثمنها من كرامتهم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك