مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في":
إنه يوم الشهادة والشهداء. ففي القبيات جنازة الشهيد جمال الهاشم. وفي الأونيسكو ذكرى الشهيد وسام الحسن. وفي السوديكو قداس وجناز عن راحة نفس الشهيد داني شمعون.
هكذا فإن من يتمعن في مشهد اليوم، يكتشف كيف تحول لبنان ساحة كبيرة للشهادة. وأبعد من هذه الشهادة الماضية والحاضرة، خوف من المستقبل في ضوء الصراعات الاقليمية المتراكمة، وفي ضوء تحول الشرق الأوسط بأسره ساحة للمعارك الدموية القاتلة. من هنا الحذر من التطورات الشمالية المتسارعة، وما يعد لهذه المنطقة اللبنانية من سيناريوهات خطرة. والأخطر ان الذين استجروا الحرب السورية إلى لبنان عبر تدخلهم العسكري المباشر في القصير والقلمون وسواهما، ما زالوا مصرين على تدخلهم ممعنين في الخطأ وآخذين البلد بأسره رهينة للارهاب والارهابيين.
وسط هذه الفوضى المحلية والاقليمية، ملف الرئاسة اللبنانية في مهب الريح، والأمور تواصل دورانها في حلقة مفرغة. حتى اللقاءات التي عقدها النائب وليد جنبلاط لكسر هذه الحلقة، لا يبدو انها ستحقق نتائج أكثر من ترميم بعض الجسور واطلاق دينامية حوار، ولا سيما ان زوار النائب ميشال عون نقلوا عنه انه لا يزال على موقفه، وانه سيبقى عليه بانتظار تغيرات اقليمية ودولية.
في هذه الأثناء لفتت الرسائل القوية التي وجهها وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى وسام الحسن، والتي تركزت خصوصا على "حزب الله". وينتظر أن تكون لهذه المواقف تداعيات على الصعيد السياسي وعلى التضامن الحكومي الشكلي.
لكن قبل التطرق إلى كل هذه الملفات، وقفة عند ملف من نوع آخر. فالفضائح عندنا لا تقتصر على الأحياء بل تشمل الأموات أيضا. فبعض الأموات في لبنان لا يموتون، بل يبقون مرضى في سجلات بضعة مستشفيات على حساب وزارة الصحة، والكلفة تجاوزت عشرات المليارات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي":
تحولت الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن، إلى مناسبة وجه خلالها وزير الداخلية نهاد المشنوق أكثر من رسالة تحذيرية. ولعل أخطر ما جاء على لسانه هو إعلانه الصريح رفضه التحول إلى ما يشبه قادة الصحوات في العراق، أي متخصصا في فرض الأمن على قسم من اللبنانيين فيما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية.
كان واضحا أن هاجس العراق وضرورة إبعاد الكأس العراقية عن لبنان، خيما على كلمة المشنوق الذي لم يوفر أحد الأجهزة الأمنية، واصفا رئاسته بأنها تفتقد إلى الصفاء الوطني، قبل أن يوجه سهامه باتجاه "حزب الله" من دون أن يسميه، محذرا من أن التشدد المذهبي لا يمكن محاربته بتشدد مذهبي آخر، وأن الفريق الذي يعتقد أن قدراته أكبر من لبنان هو في الواقع أصغر من المنطقة ولعبتها.
ربما هي مرارة القدر التي جعلت ذكرى الشهيد وسام الحسن تأتي في الوقت نفسه الذي ودعت فيه بلدة القبيات شهيدا آخر، هو ابنها العسكري جمال الهاشم الذي استشهد أمس بعد إطلاق نار على حافلة عسكرية على طريق البيرة في عكار.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد":
مفاجأة وزير الداخلية نهاد المشنوق للواء وسام الحسن في ذكراه الثانية، إعلان ملامسة الحقيقة مع تقديم دليل الصورة في انتظار الصوت. ووعد بالاقتصاص من القتلة عبر العدالة. خرج المشنوق عن التمثيل السياسي والنصوص الرسمية، وباح بأول خيوط الحقيقة، واستكمل عملية الخروج تلك ليعلن عن صيف وشتاء تحت سقف أمني واحد، وعن تطبيق الخطة الأمنية على فئة من اللبنانيين ومنع تنفيذها عند فئات أخرى محمية حزبيا.
الصفاء الذي كان شغالا عبر الاتصال والتنسيق، قبل الكلمة، فقد فجأة في أثناء خطاب المشنوق ليكشف عن خطة أمنية حاسبت لونا واحدا، وينتقد صفاءها في المقاربة الأمنية، ويقول لن نكون على رأس تجربة مماثلة للعراق، ولن نقبل بتحويلنا إلى قادة صحوات "هيك ما بيمشي الحال".
كلام المشنوق لا يفسد للتنسيق قضية مع المعينين بعدم التعاون، والذين سيقدرون أن وزير الداخلية يخاطب جمهورا يحتل ممثلوه المقاعد الأمامية، ولا بد له من حجارة يرشقها على الفريق الآخر، وينفض الاشتباك عند آخر حجر.
وأمنيا، وعلى بعد رشقة حجر من منزل اللواء عباس إبراهيم، كان استهداف جديد للمدير العام للأمن العام في كوثرية السياد، حيث عثر للمرة الثانية في أقل من أربع وعشرين ساعة على قنبلتين في محيط الكوثرية، وأضيف هذا الملف إلى الذخائر والقنابل والمواد المتفجرة التي ضبطت يوم أمس. وقالت معلومات أمنية إن كشف الأسلحة يأتي استكمالا لتوقيف مجموعة مشتبه فيها الأسبوع الماضي.
إبراهيم ومن دون مواد سياسية متفجرة، يغادر إلى الدوحة غدا، بعدما طرأ جديد على ملف العسكريين الأسرى. وتقول المعلومات إن "داعش" و"النصرة" وصلتا إلى مرحلة متقدمة في التفاوض، وفوضتا مندوبا عنهما في هذا الملف لمحادثة الجانيين القطري واللبناني، ما استوجب حضور اللواء ابراهيم إلى قطر للبحث في ملف العسكريين وملفات مخطوفين آخرين بينهم الصحافي سمير كساب.
في الحضور العسكري، وصل وزير الدفاع سمير مقبل إلى طهران، في مستهل زيارة تسلح للجيش اللبناني لا تشمل الصواريخ.
وعلى تماس الأمن، تتوضب الملفات السياسية ليس في لبنان وحسب، بل تنطلق من إيران إلى السعودية وعبورا نحو اليمن وباب المندب. فمع تقدم الحوثيين وقرب سيطرتهم على هذا الممر الإستراتيجي، تصبح إيران مشرفة سياسيا وأمنيا على باب المندب والبحر الأحمر، وتطوق السعودية في مضيق سياسي ومائي وعسكري. إيران تكون بذلك قد تعادلت مع المملكة التي سلبت العراق من يد الجمهورية الإسلامية. هذا التعادل سيحتم تسويات على ملفات المنطقة وبينها لبنان وأزمته الرئاسية. وقد تذهب الحلول إلى التوافق على رئيس من قوى الثامن من آذار، إذ إن رئيس الحكومة يمثل فريق الرابع عشر من آذار.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان":
زامن تشييع الجندي الشهيد جمال جان الهاشم في عكار اليوم، إحياء الذكرى الثانية لإستشهاد اللواء وسام الحسن في بيروت اليوم أيضا. وبين الرجلين الشهيدين حكاية وطن وتضحيات، ومعها مسيرة جميع الشهداء ضحايا مسلسل الإغتيالات الطويل الذي لم ينته بعد.
وفي ظل ذلك، الوضع الأمني يبقى صامدا أمام محاولات هزه. وقد نفذ الجيش حملة دهم في منطقة بسري بين الشوف وصيدا، وأوقف أشخاصا مشتبها بهم.
وفي البقاع، قطع طريق تعلبايا من قبل أهالي المخطوفين خالد ومصطفى الحجيري لبعض الوقت.
من ناحية ثانية، تمكنت مخابرات الجيش من تحرير المخطوف جوزيف غانم في بعلبك.
سياسيا، برزت محادثات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل في طهران، حول العرض الإيراني تقديم أسلحة كهبة للجيش اللبناني. وفي رأي أوساط سياسية أن هناك قرارا دوليا يحظر تصدير أو استيراد أسلحة إيرانية، الأمر الذي لا يشجع على قبول لبنان العرض الإيراني، إلا إذا كانت الهبة مالية على غرار الهبة السعودية ليتم شراء أسلحة من مصادر أخرى.
وفي الخارج، سجلت تطورات مهمة أبرزها:
- اندلاع اشتباكات في اليمن بين قبائل والمسلحين الحوثيين.
- اشتباكات عنيفة في بنغازي في ليبيا.
- مواجهات قوية بين مسلحي "داعش" وقوى أمنية وميليشيوية في أنبار العراق.
- تكثيف التحالف الدولي غاراته على مواقع "داعش" في العراق وسوريا.
- حسم موضوع وزيري الدفاع والداخلية في العراق.
- إعلان سعودي عن تعرض دورية أمنية في المنطقة الشرقية للمملكة لإطلاق نار.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن":
رغم الحسابات السياسية الداخلية، كان مشهد التضامن الوطني مع المؤسسة العسكرية أشمل، اللبنانيون لا يهتمون اليوم لتموضع هنا أو لتحالف هناك، بقدر اهتمامهم بمصير وطن تتربص به جماعات إرهابية لم تعد خافية ولا مخيفة.
اليوم عكار شيعت شهيدا جديدا التحق بركب الشهداء. جمال الهاشم، استهدف لأنه عسكري في زمن يشكل فيه الجيش وحده الضمانة للاستقرار والأمن.
في الحسابات السياسية، جاءت سهاموزير الداخلية على "حزب الله" تحت عنوان البحث عن أمن سياسي مشترك. رسائل الوزير نهاد المشنوق كانت مستغربة، وإن صبت ما بين العتب من جهة، وزيادة الأرصدة السياسية في الحسابات الحزبية، فرفع السقف في خطابه إلى حد القول: لن أكون صحوات كما في العراق.
الهموم الأمنية دفعت وزير الدفاع سمير مقبل لزيارة طهران، بحثا عن الهبة الإيرانية المقدمة للجيش اللبناني. الجمهورية الاسلامية جاهزة لتقديم كل ما يحتاجه لبنان في حربه المفتوحة ضد الإرهاب.
الإرهابيون يحاولوا كل يوم التمدد من جهة القلمون بإتجاه الأراضي اللبنانية، لكن العيون الساهرة هناك ترصد وتصد المحاولة تلو المحاولة. تسجيلات لأمير "جبهة النصرة" تعرضها ال "أن بي أن" وتثبت مدى تورط تلك العصابة بزعزعة الأمن بين لبنان وسوريا.
وفي ريف دمشق إنجازات عسكرية تتسع بسرعة في تراجع المسحلين، كما يبدو في جوبر ومحيطها. أما الشمال والشرق السوري فيشهد على حركة تعزيزات "داعشية" لضرب عين العرب مجددا، فيما الحملة الإعلامية عن تراجع "الدواعش" عن كوباني، تهدف إلى تخفيف ضربات التحالف الجوية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار":
من حلبا إلى القبيات، رسمت صورة مغايرة لتراجيديا قطاع طرق الموت وقادة الأزقة والمحاور والمتربصين في الوديان: على طريق موكب التشييع، جاءت التعبيرات العفوية، فعندما يترك الخيار لأبناء تلك البلدات يلفظون الارهاب وفكره، بعدما لوعهم بفلذات أكبادهم.
الشهيد جمال جان الهاشم حمل على أكف رفاقه، لكن الرفاق في الجيش يحملون من أدعياء الغيرة عليه أكثر مما يحتمل. لعائلة الشهيد نورالدين الجمل تجربة، مرها ما ساقه أحد نواب "المستقبل" من ادعاءات تكذبها التحقيقات والوقائع. تمنت العائلة بأدب، عدم استخدام القضية في التوظيفات السياسية والغايات الشخصية، حتى لا نقول أكثر من ذلك. وفي قلبها شيء، بل أشياء، من حتى.
وحتى لا تضيع البوصلة، تستمر ملاحقة الارهابيين. وفي غلة القوى الأمنية موقوف جديد من آل الحجيري، كتبت تمثيلية اعتقاله من قبل التكفيريين باخراج رديء، فإذا به من قادة ارهاب "داعش" وأحد المتورطين في خطف العسكريين.
وفيما أسطورة "داعش" تتكسر على عين العرب، تنكسر الآمال التركية بامرار وهم المنطقة العازلة أو الآمنة. يهرب الأتراك من صمود كرد كوباني، إلى خنق الممرات الانسانية لمساعدة من تبقى منهم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في":
ودع لبنان اليوم شهيدا جديدا، إلا أن الأمر ليس مجرد خبر عن مأتم جندي جديد وحسب، فوداع جمال الهاشم يختزن أخبار بلد بات حماته في خطر الإستهداف، وبات من يرتدي البذلة المرقطة هدفا لإرهاب أعمى يستنكره البعض في العلن ويبرره في السر.
في دموع الأم المفجوعة حسرة على ابن خسرته، وفي دموع اللبنانيين حسرة على بلد يتهاوى، فيما بعض المسؤولين فيه يتلهون بمناكفات صغيرة في زمن التحولات المصيرية.
كثيرة كانت التأملات في لحظات وداع الشهيد الشاب، هو تمسك بوفائه للجيش حتى الشهادة، بينما البعض من الساسة في البلد يساومون على الوطن ومصيره، ويغامرون بالدولة ومؤسساتها ويكابرون على الشراكة ومقتضياتها، فيحترفون التحريض وشحن النفوس والعزف على وتر الفتنة.
ودع لبنان اليوم شهيدا جديدا، لكن من يضمن أن لا تتكرر الإعتداءات ويسقط شهداء جدد؟ ومن يضمن أن البلد الكامن على حافة هاوية في شرق مشتعل ومشتت، لا يسقط هو أيضا على يد الغدر والإرهاب.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
هو يوم وسام الحسن بامتياز، ولأنه لا يشبه باقي الأيام، حفل برسائل من العيار الثقيل، لمن يعنيهم الأمر.
أولى الرسائل من الرئيس سعد الحريري، وفيها ان اغتيال وسام جاء على دروبِ الوفاء لرفيق الحريري، وعلى دروب الدفاع عن الأمن الوطني، والمجرم القاتل بهذا المعنى، واحد، مهما تعددت له الأسماء والصفات، وساعة الحساب آتية، مهما طال الزمن.
الرسالة الثانية من وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كشف فيها ان شعبة المعلومات على قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف قتلة اللواء وسام الحسن، متوعدا القتلة بالقصاص منهم أينما ذهبوا.
ومن رسائل وزير الداخلية، ان تعثر الخطة الأمنية أسبابه سياسية، بعدما تحولت لمحاسبة بعض المرتكبين في لبنان من لون واحد، وصرف النظر عن البعض الآخر، لأن حزبا سياسيا يوفر الحماية، ولأن جهازا رسميا تفتقر رئاسته للصفاء الوطني، في مقاربة الموضوع الأمني.
ومن الرسائل أيضا رفض الوزير المشنوق تحويلنا إلى قادة صحوات متخصصين في فرض الأمن على قسم من اللبنانين، فيما القسم الاخر ينعم بالحصانة الحزبية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك