ليس أسوأ من خلاف 8 و14 آذار سوى اتفاقهما. سيجتمع الفريقان اليوم تحت سقف البرلمان، ومعهما بعض الوسطيّين، ليرتكبوا مجزرةً جديدة بحقّ الشعب اللبناني، غير آبهين بنتائج ما يرتكبون.
النوّاب الذين مدّدوا لأنفسهم بأنفسهم مرّة، وسيعاودون قريباً الكرّة مرّة أخرى، سيرفعون الأيدي اليوم تصويتاً على المشروع المهزلة الذي يتيح مدّ الأيدي الى جيوب الناس ليخرجوا منها ما تبقّى وليثقلوا كاهل الأهل الذين يتعرّضون لـ "السلخ" على أيدي مدارس لا يعرف معظمها الرحمة، وإن تصدّرت مداخلها صلبان وآيات قرآنيّة.
هؤلاء النوّاب الذين يتقاضون رواتب من دون أن يحقّقوا أيّ إنجاز، اختاروا أن يفكّوا صيامهم عن التشريع عبر إقرار مشروع يُجمع الخبراء الاقتصاديّون في هذه الجمهوريّة التعيسة على أنّه يشكّل ضربة قاضية للاقتصاد وللكثير من العائلات التي ستتكبّد نتيجته أعباء إضافيّة، سواء من خلال الاقساط المدرسيّة أو الرسوم الضريبيّة.
هؤلاء النوّاب الذين يشكّل وجود غالبيّتهم في المجلس النيابي دليلاً ساطعاً على قصر نظر اللبنانيّين الذين انتخبوهم، لم يبحثوا في إصلاح فساد ولا في وقف هدر ولا في إيجاد مصادر تمويل لخزينة الدولة التي تكاد تشبه ضمائرهم في فراغها، بل اتفقوا في ما بينهم على عقد صفقة يستحقّون عليها الرجم بما هو أرخص ثمناً من البندورة، مع علمهم المسبق بنتائجها السيئة، كرمى لعيون التمديد الذي بات اليوم، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، أمراً واقعاً.
وبعد، ما علينا أن نفعل وقد ابتلينا بهذه الطبقة السياسيّة التي يديرها زعماء نهتف باسمهم ليل نهار ونبدي استعداداً لأن نفديهم بالدم والروح، في ما هم يتلوّنون في مواقفهم تأميناً لمصالحهم، لا مبادئ يثبتون عليها ولا قيم تحكم سلوكهم؟
هل نتظاهر ونحرق الإطارات ونرفع لافتات خطّتها لنا أجهزة؟ أم نرضخ ونقول إنّ الزعيم دائماً على حقّ، وهو يعرف مصلحتنا أكثر من أنفسنا؟ أم ننضمّ الى قافلة المستفيدين من هذه الدولة، فساداً وتلاعباً وهدراً؟
وحده نعمة محفوض ظلّ يصرخ في الأمس وسيكرّر الصراخ اليوم، وبدأ موسماً دراسيّاً بإضراب ربما يجعله مفتوحاً. ليست المدارس من عليها أن تقفل في هذا اليوم الأسود، بل بعض الأفواه...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك