لم يعد الأمر يحتمل الكتابة "المهذّبة". بات علينا، ربما، أن نستخدم لغة أكثر قسوةً، كمثل أن نطالب الدولة، ممثّلة بوزارة الداخليّة والبلديات، بأن تتخذ قراراً حاسماً في وقف مهزلة الفوضى في استخدام المفرقعات الناريّة التي تحصد سنويّاً عشرات الحرائق في ما تبقّى من مساحات خضراء.
ربما يصحّ أن تطلق شركات بيع الأسهم والمفرقعات الناريّة شعاراً هو "مع كل عرس، حريق مجاني".
عند منتصف ليل أمس، أضيئت سماء المعاملتين، وتحديداً في محيط كازينو لبنان، بالأسهم الناريّة. وفي الوقت الذي كان فيه العريسان يتأملان مع مدعويهما المشهد، بعد أن نالا إذناً خاصّاً باستخدام الأسهم الناريّة على "تراس" الكازينو، بدأ يشتعل حريقٌ في المساحات الحرجيّة المحيطة بالمكان. اشتعل الحريق وبدأ بالتوسّع واستمرّ إطلاق الأسهم المعدّة سلفاً الى أن حضرت سيّارات الإطفاء. فهل يستحقّ الأمر ذلك كلّه؟
لن نتحدث عن المال المهدور على الأسهم الناريّة في بلدٍ يعاني من أزمة معيشيّة حادّة. هو مال المحتفلين ومن حقّهم أن يستخدموه كيفما شاؤوا. ولكن، الى متى يستمرّ التساهل في تطبيق القانون على مستخدمي هذه الأسهم والمفرقعات التي تؤدّي الى خسائر كبيرة في الثروة الحرجيّة بالإضافة الى خسائر بشريّة وماديّة أخرى وإزعاج للمواطنين؟
فإذا تزوّج اثنان "فرقعوا". وإن نجح تلميذ في امتحان "فرقعوا". وإن ربح فريق رياضي في مباراة "فرقعوا". وإن حلّ عيد قدّيس "فرقعوا". وإن أطلّ زعيمٌ على شاشة "فرقعوا". أما الدولة فتتفرّج وقوى الأمن تكتفي بإصدار التعاميم التي لا تطبّق.
من هنا، على الدولة أن تعمد فوراً الى منع استخدام هذه الأسهم والمفرقعات الناريّة أو الى فرض رسوم جمركيّة عالية عليها، ما سيؤدّي حكماً الى رفع أسعارها بشكلٍ كبير. وعلى من يستخدمها في حينها أن يدفع الثمن... وهو ثمنٌ أقلّ بكثير من ذلك الذي دفعناه من ثروتنا الحرجيّة وأعصابنا.
"على فوقا"، ألف مبروك للعروسين. لعلّ الأجدى أن توضع لائحة هدايا العرس في صندوق فرق إطفاء الدفاع المدني...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك