أثار ذبح الصحافي الأميركي جايمس فولي على أيدي افراد من تنظيم الدولة الإسلاميّة موجة من الغضب اجتاحت العالم بأسره.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تدين بشدّة هذا العمل الإجرامي طارحة تساؤلات حول حصانة الصحافي وسبل حمايته خلال تغطيته الميدانيّة للحروب.
ورأى مدير مركز "سكايز" للدفاع عن الحريّات الإعلامية والثقافية ايمن مهنا في حديث لموقع mtv الالكتروني أنّ "في الحروب لا ضمانة كاملة للصحافي او الصحافية في الحفاظ على السلامة الشخصية، ولكن ثمّة قواعد او معايير بإمكانها التخفيف من المخاطر. فالصحافي الميداني عليه أن يلتزم قدر الإمكان بمعايير السلامة العامة، وأن يتقن أصول الإسعافات الأولية، ومعرفة طبيعة وجغرافية الأرض جيّداً، وأن تكون لديه خطّة اتصال بزملائه وأهله قبل خوض غمار التغطية".
أضاف: "بدورها، على الوسيلة الإعلاميّة واجب تأمين معدّات حماية للصحافي وبوليصة التأمين".
هذا مهنيّاً أما واقعيّاً فيوضح: "هدفان أساسيّان لاعتقال الصحافي كرهينة: هدف مالي أو سياسي"، مشيراً الى أنّ "عدداً كبيراً من الصحافيين خطف في المعارك السوريّة وأطلق سراحهم مقابل فدية ماليّة أمّنتها حكوماتهم، ولكن للأسف هذا الواقع لا ينطبق على الصحافيّين الأميركيين الذين لديهم قيمة سياسيّة بالنسبة الى الإرهابي. والدليل أنّ ثلاثة صحافيّين أميركيّين ما يزالون مخطوفين لأنّ الخاطفين يريدون يريدون بعث رسالة عبرهم الى الدول العظمى".
وعمّا إذا كان القانون يعاقب على مقتل الصحافيّين في ارض المعركة، يقول مهنا: "إنّ القانون الدولي يحاسب على مقتل الصحافي، فهو مواطن غير مسلّح يؤدّي عمله ويمكن إدراج قتله على لائحة جرائم الحرب الدوليّة، ومحاسبة المجرم. من هنا أهميّة جمع المعلومات من قبل مراكز الدفاع عن حقوق الصحافيّين ومتابعة قضاياهم والمطالبة بحقوقهم".
وعن مصير المصّور الصحافي سمير كساب اللبناني، يجيب: "على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الدولة اللبنانيّة ومديريّة الأمن العام، أتأسف أن أقول إنّ مصيره ما زال مجهولاً".
إشارة الى أنّه استنادا الى أرقام لجنة حماية الصحافيّين العالميّة CPJ هناك أكثر من 69 صحافيّاً لاقوا حتفهم خلال تغطيتهم الميدانيّة للأحداث السوريّة، وأكثر من 80 تمّ اعتقالهم وحوالى 20 ما زالوا في عداد المفقودين.
وكان جايمس قد اختفى في 22 تشرين الثاني 2012 خلال تغطيته للأحداث السوريّة لصالح شبكات تلفزيونيّة أميركيّة ولموقع "غلوبال بوست" المتخصّص بالأخبار الدولية.
وكانت والدة جيمس فولي دعت الخاطفين إلى عدم قتل الأسرى الآخرين، أوستن تايس وستيفن سوتلوف، قائلة: "إنّهم غير مسؤولين عن أيّ شيء مثل جيمس. إنهم لا يشرفون على سياسة الحكومة الأميركيّة في العراق وسورية وأيّ نقطة في أنحاء أخرى من العالم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك