ربما هو الموقع الوحيد في لبنان الذي تجتمع حوله الطوائف اللبنانيّة كافة.
هو جبل من جبال لبنان التي تكتنز محطات تاريخيّة كثيرة. فهناك سار السيّد المسيح وهناك تجلّى. إنّه جبل الشيخ في منطقة راشيا الوادي.
بقي أهالي هذه المنطقة لسنوات يسيرون على درب المسيح، ولكن مع تدهور الأوضاع الأمنيّة والسياسيّة في البلاد، وبما أنّ السير على طريق الجلجلة من يوميّات أيّ لبناني، تمّ التوقف عن السير على طريق التجلّي.
أما هذه السنة، وبمشاركة لجنة مهرجانات راشيا واتحاد بلديات جبل الشيخ وسعياً إلى احياء عادات أهالي راشيا الوادي، وخصوصاً جمعيّة حرمون للمكفوفين التي كانت السبّاقة في هذا الإطار، سيتمّ تنظيم "ويك أند" سياحي بيئي ديني ترفيهي في سفح جبل الشيخ، في الثاني والثالث من شهر آب.
وشرحت منسّقة المشروع المهندسة المعماريّة ليليان جامو معلولي لموقع الـ mtv الالكتروني تفاصيل هذا التحرّك، داعيةً الاعلام إلى تخصيص وقتٍ للحديث عن الأمور الإيجابيّة في لبنان، لأنّ الشعب اللبناني يحبّ الحياة.
ولفتت معلولي إلى أنّ التسويق لهذه الجواهر المدفونة في لبنان وإعادة إنعاش هذه العادة جاء بطلب من المرشد السياحي مهدي فايق، مشيرةً إلى أنّ من بين الحاضرين سيكون الوزير ميشال فرعون ووزير الصحة وائل أبو فاعور وأمين عام المدارس الكاثوليكيّة الأب بطرس عازار والإعلامي ريكاردو كرم وغيرهم.
وتحدّثت معلولي عن الاجتماع مع وزير السياحة ميشال فرعون الذي أدرج هذا المشروع كعادة ثابتة للحجّ إلى جبل الشيخ في كلّ سنة، مثنيةً على دوره الفعال وخطّته السياحيّة، وشاكرةً له رعايته للمشروع.
وتضيف معلولي: "نظراً للظروف الأمنيّة هذه السنة سنكون على سفح جبل الشيخ ولكن نأمل أن تُستجاب صلواتنا وأن نستطيع الصعود إلى قمّة الجبل قريباً، وستكون صلواتنا هذه السنة لأطفال العراق وسوريا وأيضاً أطفال لبنان".
وسيبدأ اللقاء عند السادسة من مساء السبت 2 آب في ساحة راشيا "وسننطلق بمسيرة سلام وصلاة إلى سفح الجبل وعندما نصلّي ستكون صلاتنا مشتركة بين الموحدين الدروز والمسيحيّين والمسلمين وسنضيء الشموع معاً".
وتضيف معلولي: "ستكون هناك طاولة مستديرة سيديرها الإعلامي ريكاردو كرم بمشاركة أساتذة جامعيّين وسيتمّ إلقاء الضوء على أهميّة هذا الجبل وقدسيّته لدى مختلف الأديان، فهو للطوائف كلّها وليس ملكاً لأحد".
وأشارت الى أنّه سيتمّ شرب "المتّي" في هذه السهرة تأكيداً على العيش المشترك، بالإضافة الى العشاء القروي، كما سيتمّ بيع المنتوجات الطبيعيّة من مشتقات الحليب وخبز الصاج والعسل والدبس...
أما اليوم الثاني فسيكون مخصّصاً للنشاطات الرياضيّة من "يوغا" وتسلّق وزيارات سياحيّة.
ونصحت معلولي الجميع بعدم المغادرة قبل تذوّق الكبّة النيّة.
وختمت معلولي بالتأكيد على أنّ للإعلام دوراً كبيراً في تسليط الضوء على المناطق السياحيّة والجميلة في لبنان، وهذا هو الوقت المناسب لإبرازها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك