مخيّم عين الحلوة او المرّبع الامني الفلسطيني الذي يصعب الدخول إليه من قبل الدولة اللبنانية على الرغم من انه قائم على ارضها...!، وإن اردتَ ان تتخّيل هذا المرّبع من الداخل فأول وهلة تستذكر مشهده عبر بعص الصور التي اعتدت ان تراها في الصحف او عبر وسائل الاعلام المرئية، انتشار المسلحين الدائم في الشوارع الرئيسة عند أي حدث أمني وفي أزقة المخيم الضيقة خصوصا في الليل، المسلحون ينتشرون في كل مكان واطلاق النار لسبب أو لغير سبب، إنطلاقاً من هنا يمكن وصفه بمركز الشتات الفلسطيني المهدّد دائماً بالانفجار، اذ تسوده حالة التوتر والاستنفار بين مجمل التنظيمات الفلسطينية المسلحة.
وسط كل هذا تطلق عناوين متعددة على المخيم المذكور، ابرزها انه جزيرة تتقاسمها الفصائل المتناحرة في منطقة جغرافية لا تتجاوز مساحتها الكيلومتر الواحد، لكن مفعولها الامني كبير جداً اذ تعتبر معقل الخارجين عن القانون، وتحدث فيها يومياً مجموعة سيناريوهات امنية تتنقل بين عمليات اغتيال وإستدراج ووضع عبوات ناسفة وإطلاق نار وخلافات سياسية داخلية بين الفلسطينيين المتناحرين بهدف الوصول الى السلطة تنتهي دائماً بسقوط قتلى، ليصبح العنوان الدائم لاحقاً "أمن المخيم" بما يمثل ليكون صندوق بريدٍ لرسائل متعددة الأهداف، منها إستهداف قوات الطوارئ الدولية "اليونيفل"، أو إطلاق صواريخ من المناطق الحدودية الجنوبية بإتجاه الأراضي الاسرائيلية، او تفخيخ السيارات لتفجيرها في مناطق لبنانية بحسب ما ذكرت مصادر امنية، ليحوّل الى مأوى لكل الجماعات المتطرفة التي توظف لأجندات ترتبط بما يجري في المحيط العربي، إذ يرصد كل فترة دخول أشخاص من جنسيات مختلفة تهدف الى تخريب الاستقرار في الجنوب عبر عمليات مشبوهة تتضمن عمليات اغتيال متواصلة لمسؤولي امن المخيّم، بما ينذر بتطورات امنية سُتهدّد الاستقرار في البلد، في وقت لا تزال القوى الامنية اللبنانية بعيدة عن حفظ الامن في المخيمات، اذ يقف الجيش اللبناني دائماً على حدودها ولا يدخلها لان من غير المسموح له بذلك تحت حجج اقليمية.
الى ذلك تشير مصادر امنية لموقعنا الى ان شيئاً ما يتحّضر لمخيم عين الحلوة كالتصفيات السياسية الداخلية لأخذ المخيم الى مكان امني خطير يصعب ردعه، وهذا ما شهدناه منذ فترة وجيزة ولا يزال مستمراً، فضلاً عن رصد يومي يفيد بأن مجموعة من "النصرة" تتغلغل حالياً في المخيّم، مما يؤكد بقاء المشكلة الأساسية العالقة أي السلاح المنتشر في المخيم من كل انواع واشكال المسلحين والذي يشكل تحدّياً للدولة اللبنانية وذريعة بيد إسرائيل، فلا يخدم الفلسطينيين ولا يخدم اللبنانيين، فكل ما يخدمه هو محاولة عرقلة مسيرة الدولة اللبنانية من أجل خلق جزر أمنية تؤدي إلى فرض أجندات سياسية إقليمية على واقع الدولة اللبنانية، في ظل الاشتباكات التي تندلع بين الحين والاخر بين الفصائل الفلسطينية ، مما يعني ان عين الحلوة تحولت اليوم الى معقل يفبرك سيناريوهات امنية لإشعال الصراعات التي ستوّرط لبنان مجدّداً في الويلات...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك