لم يتأخر وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل في معاينة موقع التفجير في بئر العبد بالضاحية الجنوبية لبيروت، فحضر مسرعا كعادته لكن لم يخطر في باله حفاوة الإستقبال الذي أشعله شربل في قلوب جماهير الضاحية الذين هجموا عليه ورشقوه بكل ما تيسر أمامهم.
أصر الوزير شربل على تفقد موقع التفجير وهو كان قد وصل في موكب أمني بعد أن ضربت القوى الأمنية طوقا أمنيا بمؤازرة الجيش. ترجل شربل واستطلع الأراء من الأمنيين وأدلى بتصريح اعتبر فيه ان "الإنفجار هو عمل اجرامي هدفه تخريب البلد وخلق فتنة طائفية سنية شيعية"، مؤكدا أن "الدولة بجميع أجهزتها موجودة في الضاحية وتقوم بما يجب أن تقوم به". أنهى وزير الداخلية تصريحه على وقع الهتافات التي علت حاملة عليه علاقته بإمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، فانهال السباب والشتائم على شربل بأسوأ العبارات كـ"الجالس مع الأسير" وغيرها. لم ينته الأمر هنا، فالوضع المحتقن والنفوس المعبأة دفعت بالمئات إلى مهاجمة وزير الداخلية ومحاولة إلقاء القبض عليه. لم تستطع القوّة الأمنيّة المولجة حمايته من ردّ الحشود الغاضبة فسارعت إلى الإلتفاف حوله ومحاولة سحبه من المكان. كل هذه الإجراءات لم تف بالغرض لأن الأمور خرجت عن السيطرة إلى أن تدخلت فرقة خاصة من "حزب الله" وحاولت رد المهاجمين عدة مرّات قبل أن تفتح النار في الهواء بشكل كثيف.
استطاعت القوة الخاصة في "حزب الله" أن تخبِّئ وزير الداخلية في أحد المباني ومن ثم أن تؤمن خروجه من المدخل الخلفي في اللحظة الأخيرة، إلا أن بعض الشباب لم يتراجع وظل يطوق العمارة ما جعل وزير الداخلية محاصرا لبعض الوقت. أما إطلاق النار الذي وقع بعد زيارة الوزير شربل إلى الضاحية فقد أدى إلى إصابة شخص على الأقل تم نقله إلى المستشفى للمعالجة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك