بعد إنقطاع بينهما لأشهر عدة، إلتقى النائبان وليد جنبلاط وطلال أرسلان في إحتفال مؤسسة «الشيخ ابو حسن عارف حلاوي الصحية» في الباروك، الأمر الذي أعاد حرارة التواصل بين الرجلين بعد البرودة التي عصفت بعلاقتهما على خلفية إنتخابات المجلس المذهبي والتي إنتهت من دون الإتفاق بينهما على حل لموضوع يتعلق بمشيخة عقل الطائفة الدرزية، وإيجاد مخرج لائق يحفظ كرامة الشيخ نصرالدين الغريب، كما طالب أرسلان آنذاك.
وعلى الرغم من أن اللقاء الذي جمع الرجلين لم يتعدّ الاطار الاجتماعي للاحتفال، وهو إفتتاح مؤسسة «الشيخ ابو حسن عارف حلاوي الصحية» في الباروك، كونهما الرئيسين الفخريين لها، فإن المعلومات المتوافرة تؤكد أن هذه المناسبة أعادت فتح الباب أمام تلاقي الرجلين اللذان تجمعهما وحدة الطائفة الدرزية على الرغم من الإختلاف في الراي في القضايا السياسية، كالأزمة السورية وسلاح حزب الله وقانون الانتخاب، الذي يؤيد فيه جنبلاط قانون 1960 ويرفض النظام النسبي، في حين يؤيد أرسلان قانون الحكومة المتضمن النسبية والدوائر الوسطى.
لكن هذا الإختلاف في وجهات النظر بين الرجلين لا يفسد العلاقة بينهما، وما كلام أرسلان من أن «الجبل كان وسيبقى درعاً فولاذياً للوحدة، مشيداً بتنوعه السياسي الذي إعتبر أنه دليل صحة، ومؤكداً أن الوضع الدرزي في أيد أمينة» خير دليل على تطور العلاقة بين الرجلين».
ويشير مصدر سياسي مطّلع على العلاقة بين الزعيمين الدرزيين إلى أن ما يجمع بينهما لا يقف عند حدود مشيخة العقل أوالخلاف حول قضايا سياسية وإنما المسألة أبعد من ذلك بكثير، فوحدة الجبل وأمنه وإستقراره هي الجامع الأساسي بينهما وهما يتمنيان أن يكون هذا الجبل نموذجا يحتذى به في كل لبنان، رافضاً إعطاء لقاء الباروك حجما أكبر من حقيقته، ومؤكدا على متانة العلاقة بين الرجلين والتي ليست بحاجة إلى هذا الحدث الإجتماعي لجمعهما، فالرجلان على تواصل مستمر وليس هناك من قطيعة بينهما، ولوكان هناك ما يستدعي لقاءهما فسيلتقيان.
وعن إمكانية تطور العلاقة بين قطبي الطائفة الدرزية إلى حدّ التحالف إنتخابيا في إنتخابات 2013 رأى المصدر عبر صحيفة "اللواء" أنه من المبكر الحديث عن هذا الموضوع، لافتا إلى الخلاف في وجهات النظر بين الطرفين في شأن قانون الإنتخابات والتي قد تكون سبباً في عدم تحالف الرجلين مباشرة، متوقعا أن يعمد جنبلاط إلى ترك مقعد شاغر في عاليه لصالح أرسلان ولكن هذه المسألة غير مطروحة للنقاش حاليا والأولوية هي لإختيار قانون الإنتخابات الذي ستجري على أساسه الإنتخابات وبعدها لكل حادث حديث.
ويذكّر المصدر ضمن هذا الإطاربالموقف المشرّف للنائب أرسلان الذي حافظ على أمن الجبل ووحدة البيت الدرزي إبّان أحداث السابع من إيار حين نجح إرسلان في تجنيب الجبل يومها مخاطر فتنة بدت معالمها واضحة للعيان، وأسس لعلاقة جديدة بين جنبلاط وقيادة «حزب الله» طوت معها صفحة الجفاء والتوتر التي سادت بين الطرفين بعد جريمة إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، مؤكداً أنه عند الوقت المناسب سيرد جنبلاط المكرمة بأفضل منها تكريسا لمصلحة الطائفة الدرزية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك